الأسباب التي تدفع المعلم لانتهاج العنف كوسيلة للتعامل


هناك العديد من الأسباب التي تجعل المعلم يتبع الأساليب العنيفة في تعامله مع الطلاب ………منها:
1- الوسط الاجتماعي الذي ينتمي له المعلم . فالمعلم الذي ينتمي إلى وسط اجتماعي يعتمد التسلط وافكراه في التربية يعكس حالته هذه في المدرسة.
2- النقص في مستوى الإعداد التربوي للمعلمين. أي أنهم لم يحصلوا على التأهيل والتدريب المناسبين في معاهد المعلمين أو كليات التربية ، فهم بذلك لا يملكون وعيا تربويا بطرق التعامل مع الأطفال وفقا للنظريات التربوية الحديثة.
3- المعلم بشكل عام يعيش ظروفا اجتماعية تتميز بالصعوبة الحياتية ، إضافة إلى الهموم والمشكلات اليومية التي تجعله غير قادر على التحكم بالعملية التربوية، إذ يتعرض للآستثارة السريعة و الانفجارات العصبية أمام التلاميذ.
4- النظرة الخاطئة التي تؤكد بأن المعلم المتسلط هو المعلم الذي يتحقق لديه مستوى الكفاءة العلمية والتربوية معا. وهذا مخالف للنظريات التربوية الحديثة التي تؤكد لإن المعلم الديمقراطي هو المعلم المتمكن والمؤهل ، وهو وحده الذي يستطيع أن يعتمد على الحوار الموضوعي في توجيه طلابه وتعليمهم دون اللجوء إلى العنف.
5- قلة خبرة المعلم وعدم توافر السمات الشخصية اللازمة للمعلم الناجح فيه ، الأمر الذي يدعوه للجوء للضرب لتغطية فشله وقلة خبرته ، فهو معلم لا يعد دروسه بشكل جيد ، ويجهل الطرق المختلفة للتدريس وأساليب التعامل التربوية مع الطلاب.
6- سوء المعاملة التي يتلقاها بعض المعلمين من الإدارات المدرسية  غير المؤهلة ، قد يدفعه لصب جام غضبه على الطلاب ، حيث لا يزال اختيار مدير المدرسة يتم بشكل غير علمي ، ويفتقر أغلب مديري المدارس للمهارات الإدارية اللازمة لمدير المدرسة الناجح.
7- الخبرات التربوية السابقة للمعلمين الذين تعلموا بالطرق التقليدية التي كانت تجيز الضرب والعنف كوسيلة للتعامل مع الطلاب.
8- اختزال العملية التربوية في جانبها المعرفي فقط ، وإهمال الجانب النفسي والتربوي الذي يؤدي إلى تحقيق التكامل والنمو في شخص الطالب أو التلميذ.
9- اعتياد الطلاب على نمط معروف من العلاقة التربوية ، ووجود نوع من الإكراه المؤسساتي الذي يجعل المعلم نفسه عرضة للسخرية والتهكم حين يحاول تطبيق النظريات الحديثة في أداءه التربوي.
قد يحلو للبعض أن يسأل -  كما سألني أحد المعلمين بعد الانتهاء من دورة تدريبية عن أضرار العنف ضد الأطفال -  ولكن في حال خروج الأطفال على الأنظمة المدرسية، وفي حال تقصيرهم الدراسي، ماهو الأسلوب البديل الممكن استخدامه في توجيههم في حال عدم استخدام الضرب أو العنف بشكل عام؟
ولكن الضرب ليس خياراً تربوياً حتى نبحث له عن بدائل…..
بل إنه طارئ غريب على جسد التعليم، وتهدر باستخدامه أمور كثيرة، ولا يحفظ شيئاً لا للطالب ولا لنظام المدرسة.

أما حفظ نظام المدرسة، فأول ما يبدأ بالقائمين عليها، فمتى انضبط الجهاز التعليمي والإداري في المدرسة، صار قدوة، وعندما يمارس الكبار في مجتمع المدرسة أدوارهم التعليمية باجتهاد وتفانٍ، وحرص يلمس الصغار أثره صارت أمور التعلم أيسر، وسادت الجميع روح الجماعة، وهي الروح التي تصنع بقية الأمور المستحبة.
والملاحظ أن أكثر المدارس فوضوية في إدارتها ومعلميها هي بالضرورة أكثر المدارس تسيباً في طلابها، وهدراً لفرص التعلم بينهم.

‏ كما إن خروج الطفل عن الأنظمة المدرسية له أسباب يجب أن نبحث عنها في إطار الوسط الذي يعيش فيه التلميذ والأسرة التي ينتمي إليها ، وهذا يتطلب تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة
 وتوجد أساليب متعددة ومتنوعة جداً يمكن استخدامها في معالجة هذه الظاهرة ، فمعاملة الطلاب بالقليل من الاحترام والتفهم يجعلنا قادرين على احتواء مظاهر العنف، وفي كل الأحوال فإن العنف والإكراه عملية تخدير مؤقت وليس حلاً جذرياً، لان الطفل الذي كبح جماحه بالقوة سيعود إلى مخالفة النظام كلما سنحت له الفرصة. ‏

أما فيما يتعلق بمسألة التقصير المدرسي والتخلف الدراسي:
فهذه الظاهرة تعود إلى عوامل اجتماعية وأسرية، والتقصير ليس مسؤولية الطفل وحده بل هو مسؤولية الأسرة وظروفها ومسؤولية المدرسة ذاتها وطبيعة المناهج وطرق التدريس المتبعة.
وفي كل الأحوال العقاب ليس حلاً. إنما المساعدة والتفهم والتشجيع ومعالجة الظروف المحيطة بالطفل هي الوسائل التربوية التي بجب أن تُعتمد كحلول موضوعية لهذه الإشكالية.

أما الطالب المتأخر دراسياً الذي لا يستطيع أن يواكب الدراسة بسبب متعلق بقدراته العقلية أو الجسدية أو غيرها مما يكون خارجاً عن طوع الطالب وقدرته فكيف نعاقبه على أمر لا يملكه؟
وهذا في نظري ما نعانيه الآن مع كثير من الإخوة والأخوات المشتغلين بعملية التعليم. حيث لا يكون الأمر واضحاً لدى الكثيرين منهم نظراً لضغط العمل في المدرسة والفصل، أو لعدم التدريب والتعليم على ذلك بشكل كاف.
أما ما يتعلق بالقدرات العقلية فلا حاجة للضرب فيها، إذ على المؤسسات التعليمية تعليم الفرد بالقدر الذي تستطيعه، ويكون هناك قبول من الفرد وفقاً لقدراته وظروفه.

وبكل تأكيد يمكن للمعلم أن يجد طرق أخرى للتعامل مع طلابه بعيدا عن العنف أهمها: التحلي بالصبر والتدرج في العقاب، والعطاء والتشجيع والثناء للمجدّين والمنضبطين، الصداقة وعدم التجاهل، التحدث عن السلوك، وغيرها     ..

تعليقات

  1. الفقرة السابعة الطرق التقليدية التي تربينا عليها لها الدور الأكبر في تنشئت الأجيال وهي نقطة مهمة جدا تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. كريمة سندي
      في الغالب نحن ننتج نفس الطرق التب تربينا عليها
      لك أحر تحية

      حذف
  2. ahlam
    حقا ان التعليم لايجب ان يقوم على الترهيب بل على الترغيب وياريت هذا الطرح الزاخر يصل الى اعين القائمين على التعايم فى مجتمعاتنا العربية

    ردحذف
    الردود
    1. الأخ فاروق
      نتمنى أن يتغير التعليم في البلاد العربية بعد موجة الثورات ويصبح لدينا تعليم حقيقي
      لك أطيب تحية

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل