أمراض السياسة العربية



تمرض المجتمعات كما يمرض الأفراد والدول



ولكن من الذي يُصاب بالمرض أولا ثم ينقل العدوى للآخر ؟؟؟



عند التفكير مليا نلاحظ أن المجتمعات العربية تعاني من أمراض هي التي أدت لتخلف البلاد العربية



ومن أبرز الأمراض والعلل:



الرضى السلبي



وهذا المرض يعاني منه كثير من الأفراد ، كما أن المنظمات والمؤسسات العربية أيضا تعاني الأمرين من جراء هذا المرض



ونجد أعراض المرض أيضا في السياسة ….والمقصود بالرضى السلبي هو القبول عن عجز لأمر ما ، مصحوبا بعدم الرغبة في المشاركة أو محاولة التغيير للواقع المغلوط




العجز المكتسب



وهذا هو المرض الثاني ….فالإنسان لا يقدم على الفعل إلا عندما يستشعر مسبقا أنه قادر على التحكم في النتيجة، ولكن عندما يعلم أنه لاحول ولاقوة له فإنه يُحجم عن الفعل.



ولكن من أين اكتسب الفرد العربي هذا العجز؟؟؟؟



البيئة الفاسدة هي السبب الأول لإحساس المواطن بالعجز ….فهو وجد أباه عاجزا ولم تتغير أوتتحسن الظروف بل ازدادت سوءا بل أن الأحساس بالعجز قد انتقل للأجيال القادمة



التي ترى أنه ليس هناك أمل وليس هناك فائدة….



المقارنة بالذات وليس بالآخر



المقارنة بالذات تؤكد الانعزال ولا تعكس تقدما حقيقيا ، بعكس المقارنة بالآخر التي تؤكد الانفتاح ….ونحن نسمع عبر وسائل الإعلام الرسمية الحكومات التي تؤكد لنا أننا نتقدم ونتطور وتدلل على ذلك بمقارنة أحوالنا بأحوال أجدادنا …فنحن الآن نتعلم في المدارس لكن أجدادنا تعلموا في الكتاتيب وتحت الأشجار وهذا يؤكد مدى التطور الذي حققناه في مجال التعليم ….وهكذا بالنسبة لبقية منجزاتنا العظيمة….



ممارسة الوعي الكلامي بدلا من ممارسة الوعي المهاري



ندرك أهمية الشيء وسرعان ما نحوله إلى خطابات ونسمع ليلا ونهارا خطابات سياسية عن محاربة الفساد مثلا وعن خطورة الفساد وضرورة وضع حد لذلك ….ولكن يظل الأمر مجرد كلام في كلام حتى تفقد المفردات أهميتها ويصبح الخطاب لا معنى له….لأنه ليس مصحوبا بوعي عملي يتحول إلى برامج فعلية على أرض الواقع ….وكل أمورنا هكذا….



الرأي يسبق المعرفة



 كثيرون هم من يناقشون ويفرضون آرائهم التي في الغالب تعتمد على قناعات وليس على حقائق علمية ….ويتعصبون أشد التعصب وليس لديهم الاستعداد لسماع أي رأي مخالف




التركيز على المؤشرات التشغيلية ولا يتم التركيز على المؤشرات الأدائية




وهذا يبدو جليا وواضحا في التقارير التي تبين مدى الانجاز ….كم كيلومتر من الطرق تم رصفها مثلا دون الاهتمام بأثر هذا على سهولة الحركة أو تقليل الحوادث أوماشابه ….وكل خطاباتنا السياسية لاتركز على المؤشرات الأدائية….




هذه أبرز الأمراض الواضحة على الفرد في بلاد العرب …وعلى المؤسسات والحكومات….وهي من أسباب تخلفنا عن غيرنا من الأمم التي تعمل بالأسباب فتتقدم ….


وللخروج من دائرة التخلف …هناك حاجة ملحة للتغيير بالمعرفة …المعرفة التي تغير السلوك وتحسنه وتعدله….الله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم عليه السلام لم يتركه يتخبط في هذه الحياة ولكن علمه الأسماء كلها …..فالعلم والمعرفة الصحيحة هي الحل…..

تعليقات

  1. موضوعك رغم عمقه إلا أنه يشتمل على قضايا كبيرة .. ونحن في حاجة كبيرة لمحاولة اللحاق بركب المعرفة من اجل النهضة بامتنا تحية ود وإعجاب

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا كريمة على متابعتك المستمرة وتشريفك الدائم لمدونتي
      تحياتي

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل