هل أنت سني أم شيعي؟


كان ذلك اللقاء الأول بيننا
سألتني مستفسرة:
هل أنت سنية أم شيعية؟
صدمني السؤال بشدة
لم أتوقع أن أُسئل هكذا سؤال
أو لم أكن مستعدة لإجابة مثل هذا السؤال

عندما لاحظت صمتي قالت مفسرة:
أقصد أنتم في اليمن …ما هي المذاهب الموجودة لديكم؟
أجبتها بفتور:
أنا مسلمة
ابتسمت :
أعلم ولكن من أي مذهب؟
كررت نفس الإجابة:
كما قلت لك أنا مسلمة ولا يهمني موضوع المذاهب أو الطوائف
وحاولت تغيير مجرى الحديث باتجاه آخر
عندما خلوت بنفسي …حاولت أن أعرف لماذا أزعجني سؤالها؟؟؟
هي أرادت التعرف علىّ بشكل أعمق
ومن وجهة نظرها مسألة المذهب أمر مهم
أو ربما كانت تريد أن أسألها عن مذهبها
لست أدري
وعدت لسؤالها عن المذاهب والطوائف في اليمن
وجدت أنني فعلا لست أدري
دائما أهرب من مثل هذا النقاش بالتأكيد على أن هذا الحوار خاطئ ، وأننا مسلمون وحسب
وليس مهم أن تكون سني أو شيعي لأن الدين هو دين الإسلام وليس دينا سنيا أو شيعيا

هذا حسب فهمي والله أعلم…
ولكن بدافع الفضول قررت البحث عن المذهب السني والشيعي …فلن أخسر شيئا

وكانت النتيجة في ويكيبيديا الموسوعة الحرة كما يلي:
الديانة الأكثر انتشارا في اليمن الإسلام ويبلغ عدد المسلمين 99% إضافة إلى اقلية من اليهوديه تتمركز في صعدة وعمران وصنعاء ولا توجد ديانة مسيحية البته في اي مكان في اليمن.

آراحتني النتيجة التي تتحدث عن الإسلام كوحدة واحدة

 وفي موقع آخر وجدت ما يلي:
أهل السنة هم الذين يمثلون النسبة العظمى في اليمن وأما الزيدية كمذهب فقد كادت أن تنتهي فغالبهم أصبحوا من أهل السنة وقليل منهم أصبحوا من الرافضة وأما الإسماعلية فهم قليل جدا ويتواجدون في جزء من منطقة حراز وأما اليهود فقد خرج جلهم من اليمن ولم يبق إلا قليل منهم لا يكادون يذكرون … وأما الصوفية فحدث ولا حرج فهم يتواجدون بكثرة في مناطق الجنوب ولهم نشاط ظاهر خاصة في تريم
وفي كتاب  "تاريخ المذاهب الدينية فى بلاد اليمن حتى نهاية القرن السادس الهجرى" :
كان تطرف بلاد اليمن عن مركز العالم الإسلامى فى دمشق ثم بغداد سبباً فى لجوء الكثير من الحركات الخارجية إليها كان أهمها الحركة الزيدية والحركة الإسماعيلية .
كذلك فإن إقامة الإمام الشافعى فى اليمن،قبل استقراره فى مصر،كانت سببا فى انتشار مذهبه وذيوعه فيما عرف باليمن الأسفل.
ومع بداية القرن الخامس الهجرى أصبح يتقاسم حكم اليمن دول ثلاث:دولة زيدية فى الشمال عاصمتها صعدة،ودولة فاطمية إسماعيلية حول منطقة جبل حراز عاصمتها صنعاء،ودولة سنية شافعية فى الجنوب عاصمتها زبيد
وهناك معلومات أكثر دقة عن المذاهب في اليمن:


  • يمثل الشيعة أقلية في اليمن، ويغلب عليهم المذهب الزيدي،نسبة إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لا المذهب الإمامي (الإثنى عشري)، الذي يتبع له معظم شيعة العالم، ومنهم شيعة منطقة الخليج. وبحسب تقرير "الحرية الدينية في العالم" لعام 2006، الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية، لا تزيد نسبتهم عن 30 في المائة من إجمالي سكان اليمن، الذي يبلغ 20 مليون تقريباً.وقد دخلت الزيدية إلى اليمن في أواخر القرن الثالث الهجري، وحكم الأئمة الزيديون البلاد نحو 11 قرناً، حتى قيام الثورة اليمنية عام 1962.
  •   وتعد الزيدية أقرب فرق الشيعة إلى السنة؛ إذ إنهم يخالفون الشيعة الإمامية في بعض عقائدهم، فهم يقرون خلافة أبي بكر وعمر بن الخطاب، ولا يطعنون فيهما، ويجيزون أن يكون الإمام في كل أولاد فاطمة، سواء كانوا من نسل الحسن أو الحسين، والإمامة لديهم ليست بالنص ولا وراثية، بل تقوم بالبيعة، وغيرها.
  • كما يوجد في اليمن شيعة إسماعيلية، يبلغ عددهم نحو بضعة آلاف، وفقاً للتقرير نفسه، وتقدر مصادر أخرى نسبتهم بنحو 2 في المائة من إجمالي السكان.
  •  وبحسب "الموسوعة البريطانية لعام 2004" يتركز الزيود أو الزيديون في مناطق شمال البلاد، مثل صنعاء  وصعدة وحجّة وذمار. أما الإسماعليون، والذين يعرفون بـ "المكارمة"، فيسكنون مناطق في شمال اليمن مثل حراز، وفي غرب صنعاء مثل مناخة.
  • ويغلب على المجتمع اليمني التسامح الديني والمذهبي، حيث لم تمارس الدولة اليمنية، منذ إطاحة دولة الأئمة، أي تمييز ضد الشيعة الزيديين. إلا أن تقرير الخارجية الأمريكية يذكر أن السلطات اليمنية أخذت تفرض قيوداً على ممارسة بعض الشعار الدينية الشيعية، في سبيل الحد من تمدد "الحركة الحوثية". فقد حظرت، وللسنة الثانية، في يناير/ كانون الثاني 2006 الاحتفال بيوم الغدير للشيعة، كما أغلقت مكتبات ومحلات تسجيلات للحوثيين في محافظة صعدة.  
  • ورغم أن الزيدية هي مذهب الأقلية في اليمن، إلا أن بعض أتباعها تولوا حقائب وزارية، مثل أحمد محمد الشامي، الذي تولى منصب وزير الأوقاف، وإسماعيل أحمد الوزير الذي عين وزيراً للعدل أكثر من مرة، والقاضي أحمد عقبات الذي تولى منصب وزير العدل.
  • ولعلماء الزيدية، بشكل عام، حضور واسع في مؤسسات القضاء ودار الإفتاء؛ فمفتي الجمهورية الحالي هو أحد علماء الزيدية الكبار، وهو القاضي العلامة محمد بن أحمد الجرافي، ومفتي الجمهورية اليمنية السابق، ولعشرات السنين هو العلامة أحمد بن محمد زبارة.
وبشكل أكثر توضيحا أورد ما يلي عن نفس الموضوع:




ولم تحظَ بلد -فيما أعلم- بمثل ما حظيت به هذه البلاد من التسامح والتآخي، والبعد عن فتن التفرق المذهبية والآفات الطائفية جرياً على ما جبلوا عليه من سلامة النيات، والبعد عن العصبيات. وهم كما وصف الله أرضهم بقوله:«بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ» (سبأ: 15)،  «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً»(الأعراف: 58).




وقول المصطفى : «أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة، الفقه يمان والحكمة يمانية». أخرجه البخاري.




ولم تُعرف بلد بالتسامح المذهبي بين مذهبيها: الشيعي (الزيدي)، والسني كاليمن بشهادة المؤرخين اليمنيين والمستشرقين والرحالة الأوروبيين.




لقد سجل نيبور في رحلته إلى اليمن انطباعاً رائعاً عن تسامح اليمنيين؛ فقد عكس عدم تزمت اليمنيين نفسه على سلوكهم وقناعاتهم تجاه الفرق الدينية الإسلامية المختلفة، وتجاه الأديان الأخرى.




ويعزز اللفتنانت كولونيل هارولد ف. يعقوب. الضابط في الجيش البريطاني في كتابه (ملوك شبه الجزيرة) ما ذكره نيبور عن التسامح المذهبي في اليمن فيقول: «نحن ميالون كثيراً إلى تحريك الاختلاف والتباعد بين الطائفتين في شبه الجزيرة العربية، وهو بالأحرى انقسام جغرافي. وأسلوب التفرقة بين السنة والشيعة معروف بعنف أكبر في الهند، ولربما كان ذلك راجعاً إلى الاختلاف في فهم الإسلام في التاريخ المتأخر كثيراً، وفي اليمن تصلي كلا الطائفتين في مسجد واحد، أما في الهند فلكل طائفة مسجدها الخاص. والسنة والشيعة اليمنيون يتزاوجون فيما بينهم"




وفي مقال للمستشرق الإنجليزي ر.ب. سيرجنت بعنوان( الزيود) يقول فيه: «بين كل المذاهب الشيعية المتعددة في الإسلام، أو المذاهب المؤيدة لصاحب الحق الشرعي في الحكم نجد الزيود - أتباع زيد بن علي - هم أصحاب المذهب الأكثر اعتدالاً. إنهم معتدلون بالفعل، إلى الحد الذي يصف فيه المجتمع الزيدي الوحيد المتبقي في اليمن الأعلى اليوم نفسه أحياناً بأنه يمثل «المذهب الخامس» بين المذاهب السنية التقليدية الأربعة. ويبدو أن الزيود قد مثلوا في مراحل مبكرة من نموهم شكلاً من أشكال الإسلام أقرب ما يكون إلى الشكل الأصلي في نشأة الدعوة الأولى، وفي جميع المراحل ظل أصحاب هذا المذهب المؤيد لآل البيت بعيدين عن المعتقدات المتطرفة لغلاة الشيعة.




والخلاف بين السنة والزيدية كما يقول فريد ليندر: (ليس من نوع العداء الدفين؛ إذ الخلاف كله في الحقيقة ينحصر في مسألة الأهلية لمرشح منصب الإمامة). لقد اعتبر المقدسي والمسعودي -وهما من الجغرافيين الأوائل- الزيدية خارج المجموعة الشيعية كلها؛ بسبب قبولها المتسامح بالخلفاء الثلاثة الأوائل .




ولَمَّا شاعت المقالات والاعتقادات المختلفة بين أهل الإسلام، وافترقت الأمة إلى فرق ومذاهب شتى، وفشت هذه الآراء المختلفة في بلاد الإسلام (سنة الله في الذين خلوا من قبل) - تلقفت اليمن كغيرها من سائر بلاد الإسلام بعضاً من هذه النحل؛ فكان حظها من نحلة الخارجية أعدلها وهي الإباضية، وكانت متواجدة في حضرموت، ومبين، وبلاد شظب، والشرفين، والمحطور، والظهراوين. وكان حظها من الفرق الشيعية أفضلها وهي الزيدية، وهم أتباع الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. وهي خير فرق الشيعة، وأقربها إلى السنة تتولى الصحابة رضي الله عنهم، وتفارق غلاة الشيعة في ذلك. وكان نصيبها من مذاهب أهل السنة أوسطها، وهو مذهب الإمام الجليل محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه. فكأنَّ أهل اليمن اختاروا مذاهبهم اختياراً، وانتقوها انتقاءً وسط هذا السيل الهادر من المذاهب المتباينة، والمقالات المختلفة.





في الأخير لايزال الموضوع بالنسبة لي لم يتغير
فالمسلم هو مسلم أيا كان مذهبه
لأن الأصل هو الدين أما المذهب فهو اجتهاد بشري ومحاولة للتفسير والتسهيل
وإذا ُسئلت نفس السؤال لن تتغير إجابتي : أنا مسلمة
ويزعجني كثيرا انتشار المنتديات التي تسب وتلعن إما السنة أو الشيعة
بالرغم من أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:
" ليس المؤمن باللعان والا الطعان ولا الفاحش البذيء"
فكيف يجرؤ مسلم على لعن مسلم آخر؟؟؟؟؟
هذا دفعني للبحث عن كل ماكتب عن السنة والشيعة
للعلم وللمعرفة بشكل سليم
لأن هناك من يناقش ويدعي أنه يعلم وأنه على حق في ممارسة هواية السب واللعن والقذف
وكأن هذه ليست جرائم يستحق عليها العقاب
فمن يبيح له أعراض الآخرين لينتهكها؟؟؟
وأتمنى أن تكون هناك سعة أفق عند من يتناول هذه المواضيع
فمن حق الجميع النقاش والحوار الهادئ والمحترم
أما محبي السب والشتم فهذا شأنهم وليس من حقهم تكميم الأفواة
تحياتي لكل مسلم يعبد الله وحده ويعرف حقيقة الإيمان
ولايدعي أنه المؤمن الوحيد وأنه متأكد أن الجنه له وحده وأن النار لكل من يخالفه
فلا توجد في الإسلام صكوك غفران توزع لمن نشاء وتحرم من نشاء
فالله سبحانه وتعالى هو من يحاسب الناس على معتقداتهم وهو سبحانه وتعالى يعلم صدق إيمانهم
ومن يدعي معرفة مافي الصدور هذا شانه ولن يفلت من عقاب رب العالمين

تعليقات

  1. الحمد لله انها لم تسألك انت انسانه او حيوانه
    هل انتى حيه او ميته
    مثل هذه الاسئلة تتساوى مع الاسئلة هل انتى سنيه او شيعية

    ضجيج بلا طحين

    ردحذف
    الردود
    1. فاروق فهمي
      مرحبا بك في زيارتك الأولى لمدونتي
      وسعيدة بتعليقك
      هي فعلا ضجيج بلا طحين لافائدة منها وتبين نوعية العقليات التي تحملها
      تقبل تحياتي وتقديري

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل