الفساد


أضحى الفساد في اليمن بمثابة وباء مدمر يبتلع مقدرات وموارد التنمية ويجهض الجهود الرسمية والمجتمعية وأية محاولات لإصلاح الأوضاع الاقتصادية - الاجتماعية.
كما أنه استنزف ومازال موارد البلاد الشحيحة ، ويحرم خزينة الدولة منها، ويقف حجر عثرة أمام قدوم وتفعيل  الاستثمارات الوطنية والاجنبية ، ناهيك عن دوره الخطير  في تشويه المنظومة الأخلاقية والقيمية في المجتمع.
إن مخاطر الفساد في اليمن تتزايد وتشتد وطأتها ، بالنظر إلى شحة موارد البلاد …
وتفاقم حدة الأزمات الاقتصادية - الاجتماعية …وأعباء التنمية الملقاة على كاهل الحكومة تجاه عدد سكاني كبير مثقل بالفقر والبطالة واحتياجات لا تُعد ولا تُحصى …إلى جانب ضغوط خارجية فرضتها المنظمات الدولية والجهات المانحة بسبب عقم الأجهزة الرقابية ، وغياب الفصل بين السلطات ، وتعطل دور ووظيفة الجهازالمركزي للرقابة والمحاسبة ، إذ شرعت الحكومة اليمنية بإصدار بعض القوانين ذات العلاقة بمواجهة الفساد.
مؤشرات الفساد
في تقرير العام 2006م لمؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية احتلت اليمن مؤخرة القائمة ضمن الدول الأكثر فسادا، واحتلت المرتبة 119 بين 163 دولة ولم تتجاوز نتيجتها 2.6 ( نتيجة المؤشر تتراوح بين 10 نظيف جدا ، و 0 فاسد جدا) وهذه النتيجة تمثل تراجع عن نتيجة العام السابق 2.7 ( النتيجة تشبه نتائج الطلاب في الامتحانات)
وهذا التراجع يؤثر سلبا على مستوى الأداء الحكومي لأن الدول المانحة تضع اليمن ضمن نطاق الدول ( المرشحة غير المؤهلة) وهو ما يعني حرمان اليمن بشكل رسمي من تلقي المساعدات الاقتصادية والمالية استنادا إلى المستوى والمعايير والنتائج المتدنية التي أحرزتها اليمن، وهذا ماأكده تقرير البنك الدولي الصادر أواخر العام 2006م .
إن قطاع النفط مرتع خصب للفساد ناهيك عن التعتيم الرسمي الشديد للبيانات الفعلية لاحتياطاته وإنتاجه وتسويقه وحجم عائداته وطريقة استثمارها ، وهو ما أكدته منظمة الشفافية الدولية في تقريرها لعام 2004م حيث أكدت بأن اليمن ضمن 14 دولة نفطية في العالم متهمة بإخفاء جانب كبير من عائداتها النفطية في جيوب مدراء الشركات الغربية المنتجة ، والوسطاء ، والمسؤولين المحليين…
المصدر: التقرير السنوي لحقوق الإنسان والديمقراطية في اليمن 2007م - المرصد اليمني لحقوق الإنسان

www.yohr.org

تعليقات

  1. الفساد يا احلام ليس فى اليمن فقط بل هو جرثومة تصيب جميع البلاد
    ولولا الفساد ماكان للاصلاح وجودا فلولا الظلام ماكان للنور وجودا ولولا الاصلاح لن يكون للفساد وجودا
    الكمال لله وحده

    ردحذف
    الردود
    1. نعم أخ فاروق
      الفساد موجود في كل مكان
      لكن درجاته تتفاوت
      في اليمن الفساد هو القاعدة
      الفاسد هو المقرب وهو صاحب الكلمة
      الفساد اصبح ثقافة مجتمع
      نسأل الله ان تتغير الأحوال

      حذف
  2. مصطلح الفساد أصبح مصطلح شديد التداول وكأن الفساد بمختلف صوره بات شيء طبيعي في عالمنا العربي ولكن مع ربيع الثورات العربي ستنقلب الموازين بإذن الله تعالى تحياتي الصادقة

    ردحذف
    الردود
    1. كريمة سندي
      كم نتمنى فعلا ان تكون ثورات الربيع العربي هي بداية النهاية للفساد بكل صوره

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل