الخصوصية



عندما اشتعلت الثورة في تونس وبعدها انتقلت لمصر كان السؤال هل ستنتقل لليمن؟؟؟؟
الأوضاع متوترة تقريبا في كل البلاد العربية…لأن الظروف متشابهه إلى حد كبير ..
لكل بلد ظروفه الخاصة …لكن هناك عوامل مشتركة بين البلدان العربية …
ففي كل بلد نجد الإنسان مسحوق ويرزح تحت نظام مستبد يتحكم في كل شيء ….كثير من المواطنين العرب فضلوا الهجرة والعيش بعيدا عن أوطانهم حيث يجدوا الفرصة للعيش الكريم والذي حرموه في أوطانهم…
سنوات طويلة عاشها المواطن العربي وهو يحلم بحياة كريمة…الأنظمة العربية ظلت تقطع الوعود لكنها لم تف بأي وعد …لم تحسب حساب ليوم يثور فيه الشارع العربي ضدها …ربما ظنت تلك الأنظمة أنها أحكمت سيطرتها على البلاد والعباد ولامجال للتخلص منها…لكن المواطن العربي تخلص من الخوف الذي شل حركته طويلا وعرف أن لاحياة كريمة في ظل تلك الأنظمة …خرج المواطن ثائرا وهو يعلم أن النظام يملك أدوات القتل والقمع لكن الهدف كان واضحا.
في اليمن هناك وضع خاص …فاليمن ُحكم لسنوات طويلة بنظام عزله عن العالم وعندما قامت الثورة في 26 سبتمبر 1962 كانت تلك المرة الأولى التي يطل فيها اليمن على العالم …لكن الحكومات المتعاقبة على اليمن كانت لاتملك رؤية واضحة لردم الهوة الكبيرة بين اليمن وبقية البلاد العربية …ماقدمته تلك الحكومات كان متواضعا ووقع من حكم اليمن في فخ المقارنة بين حال اليمن أيام حكم عزل اليمن عن العالم وما حققوه …لذا كانوا يروا منجزات كبيرة …هناك مدارس لكن سابقا لم يكن لها وجود هناك مستشفى وهناك طريق …وهكذا …
الثورة في عام 62 لم يصاحبها تغيير ثقافي …فظلت كثير من الأحوال في اليمن كما هي دون تغيير …وظهرت عبارة " لنا في اليمن خصوصية" لتقف حاجزا أمام أي تغيير أو تطور حقيقي…كان ذلك خلال 16 سنة تقريبا بعد تلك الثورة لكن حدث تغيير كبير بعد ذلك وتحديدا بعد سيطرة علي عبد الله صالح على حكم اليمن ولمدة 33 سنة …لقد اصبح الفساد هو اللغة اليومية في حياة المواطن …استخدم النظام اسلوب غريب للحكم فهو يقرب كل فاسد وكل تافه ويبعد ويضايق كل من يحمل فكر …افقر الناس بشكل تدريجي وشجع على إثارة الخلافات بين القبائل وساعده إعلام يضلل الناس إضافة إلى بث الشائعات …
بدلا من أن تتغير اليمن للأفضل ويكون هناك تنمية حقيقية فضل النظام الحكم بطريقة مشابهة لحكم الأئمة السابق في اليمن فكانت هناك عزلة مرة أخرى…تم عزل اليمن عن أي تنمية حقيقة وبدأت الأمال تتبخر في أي تغيير في اليمن في ظل ذلك النظام…
قامت مؤسسة البرت فريدريش في اليمن بعمل دراسة عن المستقبل في اليمن بعنوان" اليمن 2020" …قام بالدراسة عدد من الباحثين واساتذة جامعة صنعاء …الدراسة كانت تقريبا في العام 2010م …وقدمت الدراسة سيناريوهان …سيناريو متفاءل وسيناريو متشاءم ….السيناريو المتشائم يعتبر أن استمرار نفس النظام في اليمن سيؤدي لانهيار تام لليمن انهيار اقتصادي واجتماعي وتتفتت اليمن نتيجة نشوب صراعات وحرب اهلية ….السيناريو المتفائل يبين أن لامناص من تغيير النظام بشكل جذري لانقاذ اليمن وتغيير النظام يعني أن يكون هناك نظام مختلف لانقاذ وانتشال البلاد من بؤرة الفساد المالي والإداري والمستشري في كل مفاصل الدولة ….وهذا يعني ايضا ان تكون هناك مؤسسات حقيقية ونظام برلماني يفرض القانون ويعتمد على تنمية حقيقية لبلد عانى كثيرا من الفوضى والإهمال….
ليس لنا في اليمن خصوصية …ومن المهم أن يدرك الجميع أن اليمن بلد في القرن الواحد والعشرين وأن العيش بعزلة عن العالم بحجة الخصوصية هو خيار غير صحيح

تعليقات

  1. لقد أطاحت العولمة بكل الخصوصيات في العالم ومن يتشدق بهذه الخصوصية فلا مجال له لإثبات وجوده الآن موضوعك قيم الطرح تحياتي الصادقة

    ردحذف
    الردود
    1. الاخت كريمة
      سعيدة بتشريفك مدونتي
      لك اطيب تحياتي

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل