واقع التعليم في الدول العربية



كتبهاأحلام ، في 19 يونيو 2010 الساعة: 12:43 م



1) تدني نوعية التعليم العربي:  تشير معظم الدراسات الميدانية التي أُجريت في مختلف البلاد العربية إلى تدني نوعية التعليم، وضعف الطالب والمعلم على السواء، والمقصود هنا بنوعية التعليم ضعف القدرات التي يبنيها التعليم في عقل و شخصية التلميذ، فالتعليم العربي اعتاد أن يعلم التلميذ القراءة والكتابة وبعض العمليات الحسابية وتدريسه ثقافة عامة متأثرة بالماضي أكثر من الحاضر؛ بل هي ثقافة تخاف الحاضر ومشكلاته وتعمل على التهرب منه، وتحسين نوعية التعليم تتطلب الاهتمام ببناء القدرات والمهارات التي يحتاجها طالب اليوم، ومواطن الغد، ولعل من أهم القدرات المرتبطة بتحسين النوعية هي بناء قدرات التحليل، والتركيب، والاستنتاج، والتطبيق، وتدريب الطالب على توظيف المعلومات والمعارف التي يتلقاها في كل نظام عقلي ومنطقي متناسق مرتبط ببعضه بعضاً ويمزج العلوم المختلفة ببعضها بعض.





2) نمطية التعليم العربي: فالتعليم العربي يتبع نفس البرامج خاصة في التعليم الثانوي و الجامعي باعتبار أن التعليم الأساسي موحد و متشابه إلى حد كبير، و لكن المشكلة تكمن في التعليم الثانوي والجامعي، فالتعليم الثانوي خلال نصف القرن الماضي لا يخرج عن فرعي الآداب والعلوم، وبالنسبة للجامعات العربية فإن الأقسام العلمية تكاد تكون هي نفسها في كل جامعة أو كلية، فهي متكررة ومزدوجة، وهذه التقسيمات الأكاديمية تتناسب وحقيقة المجتمع العربي في الماضي، أما الآن فهناك ضرورة لتنويع شعب التعليم الثانوي وأقسام الجامعات بحيث تستجيب للتطور الاجتماعي، والاقتصادي، التكنولوجي الحاصل في المجتمع العربي، فالتقسيمات الأكاديمية قديمة و كانت تتناسب مع بساطة المجتمع العربي، أما الآن بشكل أو آخر فقد تطورت الحياة في المجتمع العربي و بنيته الاقتصادية، لذلك لابد أن تؤسس شعب وتقسيمات أكاديمية جديدة تستجيب لبنية المجتمع العربي الاقتصادية، ويمكن في ذات الوقت أن توفر أيدي عاملة للتخصصات وتقسيمات العمل الجديدة التي ظهرت في الحياة العربية المعاصرة، وما لم يبدأ العرب في تنويع و تحسين تعليمهم وبرامجه فسيظل هذا التعليم يعيد إنتاج نفس العقول و المهارات التي هي في الواقع بعيدة عن العالم المعاصر و حركته الاقتصادية، والاجتماعية.














3) ضعف مستوى عدد كبير من المعلمين: إذْ أن أصحاب النسب الضعيفة من حملة الثانوية العامة، هم الذين يوجهون نحو كليات التربية وكليات إعداد المعلمين، وهؤلاء من نتاج النظام التعليمي السائد القائم على التلقين للاستظهار بدلاً من التعليم للتفكير والإبداع، وهم يمارسون بعد التخرج تطبيق هذا النظام، حين يلتحقون بمؤسسات التعليم المختلفة.




























4) عدم توفر البيئة المدرسية في العديد من الدول العربية على المتطلبات الأساس لإنجاح العملية التربوية، سواءً تعلق ذلك بالمباني أو التجهيزات الفصلية والمعملية، أو بفرص التعبير الحرّ عن الآراء، يضاف إلى ذلك  المركزية الشديدة في الإدارة، مما يؤثّر تأثيراً سلبياً على العملية التعليمية، ويحدّ من حرية المبادرة والتصرف والتفكير في استنباط الحلول للمشكلات القائمة على مستوى الإدارات التعليمية، وعلى مستوى أسرة التعليم في المدارس وهيئات التدريس وفي المعاهد والكليات أيضاً.


























5)تفشّي الأمية بشكل كبير في العديد من الدول العربية وعدم قدرة تلك الدول على محوها بشكل فعَّال وشامل، على الرغم من الجهود المبذولة والأموال التي أنفقت في هذا المجال.


















والخلاصة أن التقدم واللحاق بركب الدول المتقدمة يتطلب تغييرات جذرية في التعليم في البلاد العربية، وتغييرات جذرية في فكر وتفكير القائمين على العملية التعليمية .
ومن يدري لعل هذا قريب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : تعليم | أرسل الإدراج  |   دوّن الإدراج  


13 تعليق على “واقع التعليم في الدول العربية”

  1. مجيب المخلافي قال:
    التعليم والتربية رديفان فقدتهما مؤساساتنا التعليمية في الوطن العربي برغم الامكانيات المتاحة في بعض الدول العربية ، وحتى أن كان هناك قصور في الامكانيات في بعض الدول العربية ماكان ينبغي أن نصل إلى هذه المرحة المزرية ، لا أعلم كيف سنواجه المستقبل القريب ، متعليمينا يحملون قدر كبير من الأمية وقليل من المعرفة ، المهارة منعدمة ، نغش أنفسنا بتقارير حكومية تشير إلى وجود تعليم نوعي ، واقعنا لا شي …….كيف سيكون المستقبل ؟
  2. مرحبابك مجيب في مدونتي
    لقد أسعدني كثيرا تواجدك وتفاعلك
    وشكرا على التعليق
    نعم لقد وصلنا إلى مرحلة مزرية في أوضاع التعليم
    فبعد أن يقضي الطالب 12 عاما على مقاعد المدرسة
    ماذا تكون النتيجة؟
    ماهي القيم التي يتعلمها؟
    ماهي المهارات التي يكتسبها؟
    تحياتي وتقديري
  3. تحياتي صديقتي أحلام الفاضلة
    التعليم والتعلم لا بد أن تولد المعرفة
    والمعرفة هي طريق التقدم
    نحن يا فاضلتي لا نولد غي كتبة لا يقرأون
    نحن يا سيدني نعيش في حزن شديد
    ونغط في نوم عميق
    صديقتي
    ارسلت لك رسالة من خلال ” راسلني” في مدونتك
    أخشى أن لا تصل
    لأنني سبق وأرسلت سابقا ولم أستلم الرد
    غذا كان ذلك كذلك
    رجاء أرسلي إيميلك على عنون إيميلي في بند معلوماتي في مدونتي
    حتى يتسنى لي إرسال أفكار حول مقترح المدونة المشتركة
    مع التقدير والحب
    آدم
  4. وغباء القيادات له دور كبير
  5. مرور للتحيه والسلام وعفوا
    التعليم مشكله وحلها نحن
  6. آدم
    نغط في نوم عميق
    تعبير يصف بدقة حالنا
    وصلت الرسالة وأتمنى أن يكون الرد قد وصلك
    تحياتي
  7. د.سيد مختار
    من الواضح أنه يتم اختيارهم بدقة
  8. غيمان
    الدولة سيطرت حتى على التعليم الخاص وحولته إلى مهزلة
  9. سلام ليست الدوله ولكن أعتقد أن من يسيطر على التعليم الخاص هم أصحاب الراس مال من المحبين للسلطه وحب الجاه ومآرب أخرى لا يعلمها إلا الله نسأل من الله الأمن والإيمان ولا حول ولا قوة الا بالله دمت في خير وعافيه
  10. غيمان
    الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم هي التي تمنح أصحاب رؤوس الأموال تراخيص إنشاء المدارس حتى لوكانت مدارس لاتملك أية مقومات المهم دفع قيمة الترخيص وتجديده كل سنة ودفع مبالغ هنا وهنا( بشكل غير رسمي) وليس مهم أن تكون المدرسة تنطبق عليها مواصفات ومعايير معينة
    هنا من الغلطان؟؟؟
    والأمر الثاني الوزارة فرضت تدريس نفس منهج الوزارة برغم مافيه من قصور وخلل وهذا سبب إرباك للمدارس التي كانت تدرس مناهج حديثة وأفضل من منهج التربية المليء بالعيوب
    صاحب رأس المال الذي لايفهم رسالة التعليم والتربية ومدى أهمية المدرسة في تطوير المجتمع وجد الفرصة أمامة سانحة في بلاد لارقيب فيها
    ونتمنى على الوزارة أن تصحح هذا الخلل من أجل مستقبل الأجيال ومستقبل اليمن
    تحياتي وتقديري
  11. سلام
    أحلام
    نتمنى أن تتحقق الأحلام إلى واقع وأنا متفائل
    لكن ظروري من بذل الجهود على الأقل طرق الباب
    تحياتي
  12. غيمان
    نعم
    لابد من بذل الجهد
    وبالرغم من كل السوء الذي نراه
    لكن هناك مخلصون يعملون من أجل مصلحة البلد
    تحياتي وتقديري
  13. ena ata3lim fi tounes kalbb ben kalb…..ma 3ala el wa7id kan ytnahed w yoskot


تعليقات

  1. التعليم فى بلادنا العربيه لا هم له الا تحصيل المال وياليته يعطى بقدر ما يأخذ

    ردحذف
    الردود
    1. معك حق فمستوى التعليم توقف في زمن ما وتطويره وتحسينه لايتم بالقدر الكافي
      تقبل تحياتي

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل