قصيدة بوابة الرحيل..


                          يا رياحَ التغيير حُثِّي الغيارى.. في بلادي واستنفري استنفارا


من رُبى تونُسٍ ومن نيلِ مِصرٍ.. جِئتِ كالنورِ ترشدين الحيارى

بانتصارينِ أبدلا كلَّ يأسٍ.. في قلوبِ المستضعفينَ انتصارا

فإذا بالشعوب في كلِّ قُطرٍ.. عربيٍّ مُكَبّلٍ تتبارى

بسباقٍ حامٍ على المرتِبِ الثالِثِ في ثورةِ الكرامةِ دارا

ذكَرَ الليبيّون فيه أباهم.. عُمرَ المختارَ العظيمَ افتخارا






مستلذّين كُلَّ طلقة نارٍ.. تقذفُ القذّافيَّ خزياً وعارا




فاذكروا أيها اليمانون آبائَكُمُ الثائرين والأحرارا

سرَقَ المفسدون ثورتَهُم فلــتثِبوا لاستردادها ثُوارا

سرَقوها نعم، ولم يترُكوا منــها لنا إلا العيدَ والتذكارا

واستَبدّوا بالحُكم واستأثروا بالــأمرِ واستكبروا به استكبارا

ليقوموا مقامَ ألفِ إمامٍ.. ويكونوا همُ لنا استعمارا

ببطونٍ هيمٍ جياعٍ وِساعٍ.. يلتهمنَ الحقول والآبارا

ولها كل موردٍ باتَ مهضوماً أصلباً أمَ سائلاً أم بخارا

ثُمَّ يا ليتهم بذلك يستكــفُونَ أو يكفُون العبادَ ادّرارا

بل لقد قاسَموا أجورَ الأيادي.. وعلى الربحِ شاركوا التجارا

وعلى كُل خِدمَةٍ غَثّةٍ أو.. سلعةٍ أسعروا لنا الأسعارا

وفواتيرَ تحسُبُ الماءَ شَهْداً.. وعلى الضَوء ترصُدُ الأبصارا

وكأنّ البلادَ مُلْكٌ لهم والــشعبُ فيها يُسدّدُ الإيجارا

طفح الكيل بالبلادِ فساداً.. ساد في الناسِ شَرّه واستطارا

في نظامٍ ما فيه أي نظامٍ.. واقتصادٍ هوا فصار اقتصارا

وبكُلّ المؤسساتِ تفشّى.. بل غدا منهجاً لها ومسارا

فإذا بالتعليم يصبح تعتيــيماً وغَشّاً يزيدُنا أصفارا

وإذا بالقضاء يغدو فضاءاً .. كم ترى فيه قاضياً سمسارا

وعلى أبواب المحاكم يُشرى.. شاهدُ الزورِ لا يهُمُّ استتارا

كلُ هذي الأهوال باسْمِ عليٍّ.. فعلى أيّها يريد حوارا

يا أبا أحمدَ المنادى زعيماً.. في يمانٍ مُذْ ثلثِ قرنٍ توارى

طُرُقاتِ الإزفلتِ ليست نموّاً.. وبناءُ الإسمنت ليس ازدهارا

فاقتصاد البلاد يوماً فيوماً.. مُذ تزَعّمتَ لا يَكُفّ انحدارا

تحتَ إغضائكَ المعاولُ فيها.. ملأتْ أنفُسَ العبادِ دمارا

وتغاضيكَ عن جرائِمِهمْ لم.. يَكُ حِلماً وإنما استهتارا

فاحتمل ثورَةَ الشبابِ عليها.. أم توقَّعتَ أن يظلّوا صغارا؟!

لا تَلُمنا إذِ انتفضنا غِضاباً.. كثرةُ الضَيمِ تستفزّ الحِمارا

جُلُّ من تحتَ حكمِكُم ولِدوا، لم.. يجدوا في ظلالِهِ استقرارا

ثُلثُ قرنٍ وهُم يزيدون يوماً.. بعدَ يومٍ بطالةً وافتقارا

لم يكُنْ فيها للمعيشةِ مسعىً. لهُمُ غيرُ أن يجافوا الديارا

وبَقوا في دَوّامَة اليأسِ بينَ الــقنصليّاتِ يشتكونَ الدّوارا

أمَلاً في تأشيرَةٍ هيَ رِقٌّ.. وعُبودِيّةٌ تُنالُ اختيارا

فإذا لم يحظَوْا بها في جوازٍ.. جاوزوا نحوها الحدود انتحارا

فيُضامون حيثُ حلّوا اضطهاداً.. ويُسامونَ في الشعوبِ احتقارا

فأَتَتْ من مصرٍ وتونُسَ ريحٌ.. حُرّةً تَبعَثُ الأماني الكِبارا

فرَمَوا أحلامَ الهروب وهَبُّوا.. بأياديهم يهدمون الجدارا

مُقسِمي العهدَ للبلاد بأنْ لا.. يتركوها في ما تعُاني فرارا

بل يعيشوا على ثراها كراماً.. أو يموتوا لأجلها أحرارا

ولهذا أيا عليُّ أقرُّوا.. لك أنت الرحيلَ عنها قرارا

فلتدع هذه الحلولَ التي تغــري بهِنَّ الأحزابَ لا الثّوّارا

عَزّ شأنُ الشبابِ عن أيِّ حزبٍ.. حاكِمٍ أو مُعارِضٍ أن يُدارا

كُل تلك الأحزابِ لم يعبئوا قَبْــلُ بهِ.. أو يُعطوه قطُّ اعتبارا

ما تبَنّوا هُمُومَهُ يومَ ضعفٍ.. أفَيحْكُونَ باسْمِهِ يومَ ثارا؟

إنّها ثورةُ الشبابِ لمن شاء التحاقاً برَكْبِها لا اجترارا

ونداء الرحيلِ لو كُنتَ تصغي.. صارَ فيها شعيرةً لا شعارا

فارْحلِ الآنَ، عاجلاً، هذه اللحـْـظةَ، حالاً، بسرعةٍ، وابتدارا

ارْحلِ الآنَ لو تكرّمتَ طوعاً.. ذاك خيرٌ من الرحيل اضطرارا

لا تعِدنا بأي شيءٍ فلَسنا.. مستعدّينَ أن نشيبَ انتظارا

وكفانا تعُلّقاً بسرابٍ.. وكفانا للمخفقين اختبارا

والقطارُ الذي وعدتَ به ارح.. فوقَهُ أنتَ.. لا نريد قطارا

وخُذِ الكهرباءَ إن شئتَ إنّا.. سنرى الليلَ لو رحلتَ نهارا

لا تراهن على تسلّحِ شعبي. أو على جهلِهِ ولا تتمارى

إنّ إيمانَهُ وحكمَتَهُ كم.. بهما الجهلُ والسلاحُ توارى

وجنودُ الجيش الأشاوسُ هُم مَن.. سوفَ يحمونَهُ إذا ما استجارا

وانهيارُ النظامِ لا تخشَ منهُ.. فهو لم يُبْنَ بعدُ كي ينهارا

رايةُ الشعبِ أعطِها الشعبَ لا يحــيى ولا أحمداً ولا عَمّارا

بَيْضَةُ الحظِّ غادرَتْكَم إلينا.. فاحْسِم الأمرَ حِسبةً لا قِمارا


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : شعر وشعراء | أرسل الإدراج  |   دوّن الإدراج  

4 تعليق على “قصيدة بوابة الرحيل.. أُلقِيت في اعتصام تعز”

  1. أستاذة احلام
    شكراً على ما نسج كرمان
    نسج حكاية الحرية بخيوط الألماس الحر
    أختاه ما حالكم في صنعاء؟
    أتحكي أحوالكم أحوالنا
    هنا في عدن
    هنا القتل والقمع والترهيب
    هنا الأغلاق والحضر و الترويع
    هنا لعب الشر لعبة الرصاص والدماء
    نسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد
    اللهم آمين
    دعواتكم
  2. غريب
    تحية لكل أهلنا في عدن الصامدة
    عدن الجريحة الصابرة
    إنها خطة حقيرة من نظام يبتعد عن شعبه
    يهدف لتقسيم اليمن
    يهدف لإجبار أهلنا في الجنوب للمطالبة بالانفصال فينقض عليهم بالطائرات ويصور للعالم أنه يدافع عن وحدة اليمن ضد قلة من الانفصاليين
    هذة الترهات لم تعد تنطلي على أحد
    لقد منع 40 سيارة من تعز أراد أصحابها مساندة إخوانهم في عدن لكن السلطات كانت لهم بالمرصاد
    النصر قريب
    وسيظل كل أبناء اليمن على أرض اليمن ويرحل المغتصب للسلطة وللوطن
  3. حيّو معي المرأة
    http://maktoob.maktoobblog.com/1615405
  4. شكرا أسرة مدونات مكتوب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل