رائحة الموت



كتبهاأحلام ، في 7 مارس 2010 الساعة: 15:05 م


وسائل المواصلات سهلت حياة الناس في عصر أصبح يتسم بالسرعة في كل شيء 
ولتلك الوسائل هناك شبكة من الطرقات والاشارات والقوانين حتى تصبح الحركة أكثر سهولة وراحة
وتكون المخاطر شبه معدومة
ولكن …الذي يحدث في شوارع العاصمة صنعاء مختلف
فحوادث المرور- وليس الحروب - تحصد أعداد كبيرة من الأرواح بشكل يومي


الاحصائية لعام 2008م في شارع الستين تطالعنا برقم كبير62 حالة وفاة نتيجة حوادث مرورية في هذا الشارع والضحايا لقوا حتفهم إما دهسا، أو نتيجة لإنقلاب السيارات والشاحنات، أو نتيجة للإصطدام. وحسب تلك الاحصائية فإن اجمالي عدد الحوادث خلال الفترة 2004 -  2008م في ذلك الشارع ( خلال ست سنوات) 7590 حادثا مروريا، نتج عنها وفاة 348 حالة. والبقية حالات أصيبت بعاهات مستديمة وإصابات حرجة، أما الخسائر المادية لتلك الفترة فقدرت بأكثر من 300 مليون ريال….


ومن أغرب الحوادث دهس امرأتين أمام وزارة حقوق الإنسان في ذلك الشارع عندما كانت سيارة هايلوكس تحاول تجاوز سيارة أخرى حاولت تهدئة السرعة لتتيح للمرأتين عبور الشارع ، لكنها سهلت عملية دهسهما حسب شهادة شهود العيان.
أما في العام الماضي 2009م فكان هناك 200 حالة ، 70% من هذا الرقم حالات إصابة حرجة وكسور، و 30% حالات وفاة أغلبهم من الأطفال والنساء.
أسباب الحوادث متعددة ومتنوعة:


  • قيادة سيارات وشاحنات انتهى عمرها الافتراضي منذ زمن بعيد، وهي لا تخضع للصيانة الدورية ، حيث نشاهد في الشوارع سيارات يستخدم صاحبها حبال وأسلاك لربط الأبواب والشنطة الخلفية للسيارة ، سيارات تتحرك دون وجود مرايا جانبية أو مصابيح إضاءة وغيرها من الأشياء المشابهه…والسؤال كيف يُسمح لمثل هذه السيارات بالحركة؟؟؟
  • سيارات تتحرك بحمولات كبيرة جدا وخاصة الشاحنات دون التقيد بأية معايير أو مقاييس.
  • سيارات تتحرك وفي الشنطة الخلفية ركاب وخاصة الأطفال!!!!!!!!!!!!
  • سيارات تتحرك بسرعات جنونية ولا تلتزم بأية قواعد للمرور فهي تتحرك فوق الرصيف وتتجاوز من جهة اليمين واليسار وتسابق الريح وكأنها في حلبة للسباق.




  • شوارع يتم تخطيطها كخطوط سريعة ولكن بعد فترة قصيرة يتم بناء الدكاكين والمحلات على جانبي الطريق ويتحول إلى سوق يكتظ بالناس الذين يكونون هدف للقيادة المتهورة.
  • في شارع الستين هذا لا يجد من يريد عبور الشارع مفرا من أن يعبر الشارع ركضا بأقصى سرعة وربما مغمض العينين لأن لا سبيل آخر….هذا الشارع الذي يلتف حول المدينة كاملة لم تخصص فيه أماكن لعبور المشاة سوى جسر واحد ونفق واحد ….ربما هذه وسيلة لتقليل عدد السكان لأن نسبة الخصوبة في اليمن مرتفعة جداً








  • يؤكد أحد رجال المرور أن 99% من الحوادث المرورية سببها السرعة الجنونية وعدم ترك مسافة أمان بين السيارة والسيارة التي أمامها بحيث أن أبسط حركة من السيارة الأمامية لتخفيف السرعة ينتج عنها حادث لعدة سيارات وليس لسيارتين فقط
  • سكان المنطقة يعانون من الكوابيس اليومية بسبب رؤيتهم للحوادث أو الخوف اثناء عبورهم  الشارع…………

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : مجتمع | أرسل الإدراج  |   دوّن الإدراج  

3 تعليق على “رائحة الموت”

  1. السلام عليكم ورحمة الله
    اختي الكريمة أحلام
    بعد الإطلاع على عدة إدارجات لديك وعلى عناوين عدد كبير من الإدراجات أستغرب انني كيف لم اتعرف الى مدونة مدوِّنة مثقفة ومبدعة مثلك !!!
    دام ابداعك ودام قلمك منضيا لما ينغع الناس
  2. السلام عليكم ورحمة الله
    اختي الكريمة أحلام
    بعد الإطلاع على عدة إدارجات لديك وعلى عناوين عدد كبير من الإدراجات أستغرب انني كيف لم اتعرف الى مدونة مدوِّنة مثقفة ومبدعة مثلك !!!
    دام ابداعك ودام قلمك منضيا لما ينفع الناس
  3. أيمن الغنانيم
    مرحبا بك في مدونتي المتواضعة
    وشكرا لك على كلماتك الطيبة
    أسعدني كثيرا مرورك
    ودمت بألف خير

تعليقات

  1. إنه سبح الموت الذى يحوم كل يوم حول رقاب الناس وفى كل مكان
    وخصوصا فى وطننا العربى
    فما اإهمال إلا طريق نمشيه بخطى ثابته
    أصبح إهمال المسئولون هو سبب لموت الكثيرين
    ليس فى صنعاء فقط
    إنما فى كل الأمصار العربية



    مدونة مميزة

    تحياتى أستاذة أحلام

    ردحذف
    الردود
    1. هو اهمال المسؤولين هو فعلا احد اسباب موت الكثيرين في بلادنا
      فالمسؤول لايتحمل مسؤولياته تجاه الناس
      المسؤول يفكر فقط في الامتيازات التي يوفرها له المنصب لكن واجباته لايعرفها
      نسأل الله ان يتغير الحال
      تقبل تحياتي وتقديري لمرورك الكريم

      حذف
  2. هل العيب من السيارات ام من راكبيها .......السيارة توصّل الى بر الامان وليس الى بر الهلاك
    موضوع يجب ان يدرسه مسؤولى المرور لعدم تجديد رخص مثل هذه السيرات وكذلك سحب رخص القيادة لمن لا يحسن توظيفها
    الفاروق

    ردحذف
    الردود
    1. اصبت القول أخ فاروق
      فالسيارة لاعيب فيها
      العيب كل العيب على مسؤولي المرور في هذا البلاد
      دمت بود

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل