الكتاب خير جليس


كتبهاأحلام ، في 24 أكتوبر 2008 الساعة: 07:40 ص

يقام في العاصمة صنعاء المعرض الخامس والعشرون للكتاب    
وحسب الاحصاءات زار المعرض في اليوم الأول 80 ألف زائر
وبزيارة للمعرض تلاحظ الأقبال الشديد والزحام بشكل غير عادي ، لدرجة تصعب معه الحركة داخل المعرض
والسؤال : هل هذا الزحام دليل على الإقبال على القراءة ؟؟؟؟؟
الدراسات والاحصاءات تفيد بأن الإنسان العربي لايقرأ!!!!!فهل من يزور معرض الكتاب يذهب للفرجة
الإنسان العربي لا يقرأ ، وهناك شبه قطيعة بين العربي والكتاب….بسبب غياب تقاليد القراءة كعادة يومية في حياة العربي كبيرا أم صغيرا ذكرا أم أنثى ، وبالطبع لا نستطيع تبرئة نظام التعليم العربي والمناهج التي تلعب دورا سلبيا في تنمية عادة القراءة في المدرسة أو البيت
ورؤية عربي يمسك الكتاب في مكان عام أو في محطة انتظار أو في عيادة طبيب ليست نادرة بل غير موجودة
مالذي يجعل العربي عازفا عن القراءة ؟؟؟ بالرغم من أن إقباله على المعارض يدل على أن الرغبة في القراءة موجودة ، وأن داخل كل شخص ثمة قارئ نائم يحتاج من يوقظه أو هكذا نقرأ الإقبال على المعارض السنوية.
لذا فيمكن تلخيص أسباب عزوف المواطن العربي عن القراءة في :
1- عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي يجعل المواطن عازفا عن ترف القراءة ، لأنه يلهث وراء تأمين متطلبات الحياة الصعبة والتي تزداد صعوبة يوما بعد يوم
2- رداءة الكتاب العربي وسذاجة الترجمات تجعل من يحب القراءة يفضل القراءة بلغات أخرى
3- عدم تقديم الجديد فما يقدم بالعربية لا يزال إعادة إصدار كتب قديمة وأفكار قيلت وأصبحت ممجوجة وتتعامل مع العربي كأنه لا يفهم ، وبعض الكتب ليست سوى تجميع لمقالات للكتاب تم نشرها في الصحف ، ولا توجد كتب تتناول قضايا جوهرية ومهمة
4- تعامل أغلب الناشرين مع الكتاب بشكل تجاري دون الأهتمام بالمحتوى العلمي والثقافي
5- الرقابة والمنع من النشر
6- تجاهل دور الإعلان عن الكتاب المفيد والنافع وكل جديد في عالم النشر والكتب، فلا يعرف العربي بإصدار كتاب جديد
7- أسعار الكتب التي تفوق القدرة الشرائية للمواطن الذي لا يكفي مرتبه الشهري لسد أحتياجاته الضرورية فيترك الكتاب متحسرا بعد قراءة ثمنه
8- الأسرة تلعب دور لا يمكن إغفاله في غرس حب القراءة في نفس الطفل ، والأسرة العربية تلعب دورا سلبيا في هذا المجال
9- مكتبة المدرسة ليست المكان المناسب لغرس هواية وحب القراءة فكثرة الواجبات والفروض المدرسية تجعل المكتبة المدرسية مكان شبه مهجور، والمعلم لا يشجع البحث والإطلاع إلا في حالات نادرة
10- الإعلام الذي يوجه المشاهدين للمظاهر الاستهلاكية وقصص الحب والغرام
11- عدم الأهتمام بالمكتبات العامة في البلاد العربية . وكم كان ظريفا مقدم برنامج خواطر  وهو يسأل في الشارع  عن مكان المكتبة العامة ، والأظرف علامات التعجب على الوجوة والحيرة ….لقد دلوه على “المولات ” الأسواق التجارية ومطاعم الوجبات السريعة لكن مكتبة عامة لم يعرف مكانها أحد
12- ظهور موضة شراء الكتب ووضعها في الأرفف كنوع من أنواع الديكور
13- لا توجد استراتيجيات ثقافية لوزارات الثقافة في البلاد العربية ، وغالبا ما تكون الميزانية لوزارة الثقافة هي الأقل لأن الثقافة تعتبر شيء هامشي بالنسبة للحكومات العربية ، لذا نلاحظ غياب البرامج الوطنية الثقافية الشاملة
14- تراجع الحريات ، والحريات الشخصية ، والحياة الديمقراطية من أهم الأسباب فلا وجود لمجتمه مثقف إلا بوجود مجتمع تزدهر فيه الحياة الحزبية الحقيقية بمختلف إيديولوجياتها، وتحظى تلك الأحزاب بدعم كبير من الدولة.
15- حجم الكتاب العربي لا يساعد على جمله في الجيب للقرآءة في أي مكان
16- التسطيح الثقافي الذي يتعرض له جيل الشباب
17- يمكن إضافة عامل الفراغ لدى الغربي ، فهو يجد وقت للقراْة أما العربي فمعظم الوقت يضيع في المجاملات والزيارات
لقد شعر الراحل نزار قباني بالإحباط فقال:
 ماذا سأقرأ من شعري…ومن أدبي …حوافر الخيل داست عندنا الأدبا
ولكن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وفيه شيء يبحث عن الكمال
ولا يتحقق هذا الكمال إلا بالقراءة ….فكانت أول آيات الوحي إقرأ باسم ربك الأعلى لماذا؟
ويقول الله سبحانه وتعالى في الآية : 78 من سورة النحل والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار و الأفئدة لعلكم تشكرون  ، والعلم لن يأتي إلا بالقراءة المستمرة
الوضع سيء فنصف سكان الوطن العربي يعانون من الأمية والنصف الآخر يعاني من الجري وراء لقمة العيش
ومن الاحصاءات العديدة عن مستوى القراءة في البلاد العربية أخترت الاحصائية التالية
         * الأوروبي يقرأ 35 كتاب في السنة
         * الإسرائيلي يقرأ 40 كتابا في السنة
         * 80 عربيا يقرأون كتابا واحدا في السن
ة

ree5e5

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل