المشاركات

من مذكراتي (2)

شعرت بالصدمة عندما أخبرني زوجي بأن معاملتي للعمل في وزارة التربية والتعليم اصبحت جاهزة ..ويمكنني الذهاب للمدرسة للعمل . - ياالهي اعمل معلمة؟  لست أدري هل كان ذلك الذي انتابني شعور بالغضب أم العجب ؟ الصدمة ..عدم التصديق .. معلمة؟ ..اعمل في المدرسة ؟ بكل تأكيد لا. - لماذا؟ - لم أتخيل نفسي يوما معلمة..لم أحلم يوما أن اكون معلمة...ببساطة هذا يشبه الكابوس...أنا أعمل معلمة؟ عدت بذاكرتي لأيام المدرسة ...عندما كنت أحلم أن اصبح طبيبة.. كلية الطب كانت هي الهدف.. نعم فالطالب الذكي يدخل قسم علمي والأقل ذكاء يدخل القسم الأدبي ...هذا ما يفكر فيه الجميع ...هذا ما تم الايحاء به لنا...بعد الثانوية من يحصل على مجموع كبير في الثانوية يدخل كلية الطب ... أن أصبح طبيبة هو حلمي ...ذلك الحلم وقفت أمامه عقبه كبيره ..فدخلت كلية العلوم بالرغم من حصولي على مجموع يؤهلني لدخول كلية الطب .. لكن أن ينتهي بي الأمر معلمة فشيء غير مقبول ... قال زوجي محاولا اقناعي : - لن تخسري شيئا ...اذهبي للمدرسة وجربي إذا لم يعجبك الوضع لن يرغمك أحد على العمل . انا لست راضي عن حالك الآن ...أنتي تحولتي لشخصية لا تختلف عن

العاصفة

عاصفة هي اسم ...وجمعها عاصفات وعواصف وهي الريح الشديدة التي يصحبها عادة مطر غزير أو ثلج أو برد ...وقد تكون برية أو بحرية كما ذكر معجم اللغة ... معجم اللغة لا يعلم أن هناك نوع آخر للعاصفة ...عاصفة جوية ...تاتي من السماء فتسقط صواريخ عاتية على رؤوس البشر ... صواريخ لعاصفة اسموها عاصفة الحزم...  الحزم معناه في معجم اللغة:  ضبط الأمور واحكامها ... وأظرف ما وجدته تحت تعريف عاصمة الحزم : تعريف عاصفة الحزم لغة وشرعا...أعجبتني كثيرا عبارة شرعا فكل مصيبة تعصف بالبشر يتم تغطيتها بعبارة شرعا حتى يتم تكميم الأفواه ... المهم التعريف جاء كالتالي:  "هي الضرب بقوة وعنف في أقل وقت ممكن وبدون خسائر بشرية وانجاز المهمة في وقت قياسي ..."  لست أدري أين الشرعي في هذا التعريف  لكن الضرب بقوة ...نعم هي عاصفة تضرب اليمن بكل قوة وعنف... في حقيقة الأمرهي قوة عاتية وعنيفة.. قوة ظالمة ... قوة لا تعرف الرحمة ... قوة خالية من الإنسانية ومايمت للمشاعر الإنسانية بأي صلة... في أقل وقت ممكن .... باعتبار أن الأمور نسبية، وكل شيء نسبي فمعنى أقل وقت نسبي غير مفهوم هنا لأنه حتى اللحظة مر على عاصف

العودة

بعد غياب طويل عدت للمدونة ... عدت اقلب الصفحات والتعليقات والموضوعات... مرت أحداث كثيرة مزلزلة ... لم أجد رغبة في كتابة شيء ... ربما كانت الصدمة  أي عالم عجيب نعيشه ؟  

ترف

صورة
الثقافة ترف...لايقدر عليها المواطن ...ولاتعني شيئا له  ماذا يعني الفكر...في مجتمع يستنفد المواطن كل وقته في الجري وراء لقمة العيش ...ليوفر لأبنائه اساسيات الحياة... مواطن يريد فقط اللقمة...الخبز ليشبع  مواطن يخشى ان ينام اطفاله جوعى ... مواطن يخشى أن ينام أطفاله في العراء دون مأوى... مواطن يخشى ألا يتمكن من تسديد حساب صاحب البقالة ...وفاتورة الكهرباء ... والعجيب أن هذا المواطن تصله فاتورة الكهرباء بانتظام لكنها لاتجروء على مطالبة الأثرياء والشيوخ والمسؤولين ...من يجروء على مطالبة أولئك بتسديد فاتورة الكهرباء أو الماء أو دفع الضريبة ... لكن الكل يتجرأ على ذلك المواطن لتصبح حياته اكثر تعاسة  ...

الثورة

أعادت سماعة الهاتف لمكانها وهي تشعر بجسدها يرتعش ...حاولت ان تتماسك ..قلبها يخفق بشدة من فرط تأثرها اخذت السماعة من جديد بعد لحظة تردد... لابد ان تتصل بزوجها ليعلم بما حدث  جاء صوت زوجها متساءلا عن سبب اتصالها في هذا الوقت فهي لم تعتاد الاتصال به وهو في مقر عمله ... - اتصلت اختك قبل قليل ..وكالعادة خرجت عن حدود الأدب في كلامها معي كان صوتها يرتجف بالرغم من محاولتها للسيطرة على نفسها - لكنني هذه المرة لم اسكت لها كما افعل كل مره ...لقد حاولت ان أفهمها انني مللت من أسلوبها في التعامل معي ... جاء صوت زوجها مقاطعا : - لا توجد مشكلة في هذا قالت بعصبية واضحة : - انا اعرف انها ستتصل بك لتشكوني إليك ...لابد ان تفهم أنني لم اعد احتمل تصرفاتها ولو انك ستتصرف كما تفعل في كل مره وتحاول ارضائها وإلقاء اللوم علي ...اقسم بالله لن ابقى معك لحظة واحدة ... شعر الزوج ان زوجته تتكلم بعصبية وحدة فحاول امتصاص غضبها - اسمعي هي تستاهل مايحدث لها طالما هي من يبدأ في كل مره ولو اتصلت ساأخبرها انها تجني مازرعت ...لا تقلقي ... قاطعته الزوجه بنبره غاضبة جدا: - انا جادة فيما اقول لاتحاول ان تقول هذا

مقتطفات من كتاب الانسداد التاريخي-1

شدني كثيرا عنوان الكتاب:  الانسداد التاريخي - لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟ المؤلف : هاشم صالح  وهو كاتب ومترجم سوري مقيم في فرنسا... وجدت في الكتاب اجابات لبعض الأسئلة التي كانت تحيرني عن سبب تخلف العرب والمسلمين ... قد لا أتفق مع الكاتب في كل آراؤه لكنني أوافقه في أغلب ماجاء في كتابه... وسأعرض هنا أهم الآراء التي أعجبتني في الكتاب : - "المتعصب شخص مسكون من الداخل بيقين مطلق ، وروحه لا تعرف الشك أو عذاب البحث عن الحقيقة البته ...فهو يعتقد انه يمتلك الحقيقة المطلقة المقدسة المتعالية ويستغرب لماذا لا يتخلى الآخرون عن أديانهم فورا لكي يعتنقوا دينه أو عقيدته. فدينه هو  وحده الصحيح وبقية الأديان كلهل في ضلال..وعندما يبلغ التعصب بشخص ما غايته فإنه يصبح مستعدا لأن يقتل نفسه أو يقتل الآخرين لا فرق".  ونحن نعاني كثيرا من هذا الفكر الذي أفرز واقعا عجيبا لانفهمه ...وأوصلنا لمصطلح الارهاب الذي لاندري ما هو بالضبط وأوقعنا في حيرة فنحن بالطبع ضد سفك دماء الأبرياء ... - "عندما تحط الروح - وأقصد هنا بالروح الفكر أو الفلسفة أو الحرية - رحالها في مكان ما فإنها تبع

المعجزة

صورة
استغربت جارتي كيف اني لم اسمع من قبل عن تلك الفتاة المعجزة التي يتحدث كل الناس عنها وعن معجزاتها... - أي فتاة؟  - التي ظهرت في محافظة تعز ....هي فتاة مبروكة ولها كرامات ومعجزات ويذهب كل الناس إليها للعلاج؟  - علاج ماذا ؟ - كل الأمراض ... - سبحان الله كل الأمراض ؟  - هذه فتاة غير عادية ولدتها أمها في المقبرة وسبحان الله رأت الأم نور يخرج منها أثناء الولادة وكانت هناك أمراتان تساعدانها في اثناء الولادة ....ربما هما من الجن ...لكن بعد الولادة طلبوا من الأم ان يأخذوا الفتاة معهم وإعادتها إلى الأم ....وقد أخذوا الفتاة المولودة فعلا لكنهم أعادوها للأم مرة أخرى... وبدأت تظهر على هذه الفتاة علامات غير عادية ....ففي أحد الأيام ضربها اخوها فنظرت إليه ومرض مرضا شديدا وعندما سامحته شفي تماما ....تخيلي ... كنت اتابع هذه الحكاية العجيبة وانا اكتم ضحكتي ...فقالت لي الجارة بحنق :  - انتي لاتصدقين ما اقول ؟ الكل يعلم هذا ...كيف لم تسمعي بهذا ...لقد ظهرت في التلفزيون في احد البرامج ...ووالدها قال هذا ... - عجيب  نظرت إلى بحنق وقالت : - هذا شيء حقيقي هل تعرفي جارتنا عزيزة ؟  واشارت لأحد الجا